• المجتمع المحروم بين الحاكم والمحكوم

     المجتمع المحروم بين الحاكم والمحكوم

    استيتيقة الاختلاف الجوهري بين الأفكار والنماذج المجتمعية هي ما تميز بلادنا تونس  عن غيرها من الدول الحضرية أو النامية منها لكن بصفة مؤقتة،

    هنا يكمن التعايش و التماسك النمطي لاتيقت المجتمع المحروم بين الحاكم والمحكوم أو من ناحية أخر بين الرجعية و مخلفات نظام الدكتاتور.

    في طرحي لهذا الموضوع استوجب مني الجرأة واللامبالاة في آن واحد لأنها قد تكون جارحة لبعض وصادمة لبعض ، ممتعة لبعض مؤلمة للاخر، ولكن يجب أن لا يكون الكاتب  مضطراً أن يكتب حتى يعجب كافة الأطراف ليصبح بذلك رهين المادة وعبداً لعلاقات براجماتية ليعيش تغرباً فكرياً دون قيم ولا مبادئ.

    إذاً هل صحيح أن كل مشاكل الشعوب من الشعوب نفسها، أصحيح أن الناس كأنها مبرمجه على النوم  وكل من حاول أن يصحيهم وقفو ضده مع انه معهم ولمصلحتهم يقوم بكل ذلك أو كما قال شيغيفارة، "ما يؤلم الانسان هو ان يموت على يد من يقاتل من اجلهم" وهنا حادثة تشهد على ذلك فشخصية إنديرا غاندي ولمن لا يعرفها هي أول رئيسة وزراء للهند كانت على رأس السلطة تحكم واحدة من أكبر دول العالم تارة، وحبيسة جدران السجون والمعتقلات بعد هزيمة حزبها وانتقام قادة المعارضة منها تارة أخرى. وظلت وفية لمبدأ القضاء على الامتيازات الخاصة وإعلاء قيمة الانتماء للدولة فوق الانتماء الطائفي إلى أن سقطت صريعة رصاصات غادرة من بعض السيخ المتعصبين داخل حرسها الشخصي انتقاما لاقتحام الجيش معبدا مقدسا لهم لتلقى المصير نفسه الذي لقيه ألمهاتما غاندي من قبل.

    اطمئنوا جميعاً فكل من يقرأ التاريخ لا يدخله اليأس لا إلى فكره ولا إلى قلبه 

    وسوف يرى الدنيا أياما يداولها الله بين الناس .. الأغنياء يصبحون فقراء والفقراء ينقلبون أغنياء ..و ضعفاء الأمس أقوياء اليوم .. وحكام الأمس مشردو اليوم ..

    والقضاة متهمون .. والغالبون مغلوبون ..والفلك دوار والحياة لا تقف ..والحوادث لا تكف عن الجريان ..والناس يتبادلون الكراسي ..ولا حزن يستمر .. ولا فرح يدوم.

    نمر إلى الحديث أولاً عن الوضع العام حتى نصل إلى التخصيص و في ذلك نكون قد حققنا مبدأ التدرج و قدمنا الأطروحة بطريقة غير مباشرة حتى تخاطب الاوعي أولاً و الوعي ثانياً.

    تونس رغم تمسكها المجتمعي و هذا يراه جل المحللين والمتخصصين في علم الاجتماع  إلا أنها متباينة و من السهل اختراقها عبر فجوةٍ كثيراً ماتكون هي السبب الرئيسي في الحروب الأهلية و تقسيم المجتمع وتفتيت تماسكه عبر بث فتنٍ وبلبلات كثيراً ما تكون ناجعة في تحقيق المخططات والمؤامرات التي تحوكها قوًى خارجية في إطار خريطة شرق أوسط جديد ومحاربة الارهاب و هذا نفسه مخطط أو إتفاقية سيس بيكوا لكن بطريقةٍ مغايرة لأن الأوضاع اختلفت والمصالح تغيرت.

    في هذا المقال سأتحدث عن العوامل الخارجية والظروف المحيطة بنا إذاً ولمن لا يعرف 

    اتفاقية سايكس وقعت في 16/5/1916 بين وزيري خارجية فرنسا Georges-Picot وبريطانية Mark Sykes بمشاركة روسيا القيصرية التي حصلت بموجبها على استامبول ومضيق البوسفور واجزاء اخرى في القوقاز كانت خاضعة اسميا للسلطنة العثمانية التي اسموها بالرجل المريض والمسالة الشرقية تمهيدا لتفتيتها وابتلاعها فيما بينهم وقام بالكشف عنها البلاشفة" لينين "بعد الثورة عام 1917.

    هنا يطرح السؤال لماذا يسعى الغرب إلى هذا وما المصلحة من ذلك بالرغم من أن الحقبة الاستعمارية انتهت و ولى عليها زمن طويل؟

    في اجابتي عن كل هذه التساؤلات لايسعني إلا أن أفتح قوساً أخر لأتترق إلى موضوع العولمة والتي لاتخفى على أحد الى وهي إقتصاد السوق وجعل الانسان ذو بعد واحد أي ذو بعد استهلاكي بحت، حتى أن المفاهم لخبطت لتصبح السعادة مقترنة بالإستهلاك منذ أن كانت السعادة مقترنة بالحقيقة و التي هي محور وجود الانسان و الإنسانية وشغل الفلاسفة والمفكرين .

     إذاً هنا وبعد التقديم المختصر عن العولمة و تبعاتها نكون قد مهدنا للاجابة عن الأطروحة،

    نحن الأن نعيش في زمن التغريب والتزيف الاديولوجي في أعلى درجاته، حيث أن ألحق والباطل لخبط فأصبحى في نفس السلة ولا يهم أحد إلا فئةً قليلة ، حيث نجد الفرد منا غير مهتم إلا بالمعيشة وكيف يتدبر أموره اليومية بعيداً عن الغوغاء ومشاغل السياسة و الاقتصاد، هنا يكمن الشر الأكبر حيث أنه يجاري سيستاماً فرض عليه منذ نشأته و ذلك هو الحال اليومي،لكن هناك من يحيد  عن طريقة إكتساب المال بالطريقة العاديةعبر العمل اليومي،  فينساق إلى تجارة قد تكون مربحة و لكنها فتاكة بالمجتمع منها مادة قنب الهندي المعروفة بإسم الزطلة ، هاته التجارة من شأنها أن تجعل من الفرد  لا حبيس السيستام بل حبيس نفسه و رغباته و كلها مسطرة ماقبلياً ضمن هذا المخطط المشؤوم والمؤامرة التي دخلت فيها عربان الممالك وعلى رأسهم قبيلت بني كلب الوهابية، لتثير البلبلات والفتن الاخرى منها ظواهر الطائفية، الجهوية، العنصرية، القبلية والعروشية وهي المحرك الرئيسي و البيادق  الأساسية للتفرقة، العنف، الحروب الأهلية و تقسيم الدول إلى دويلات واقطاعيات فكلما إفترقنا كلما زادت التبعية الاقتصادية والسياسية كلما  زاد تدايننا من الدول العضمة و صندوق النقد الدولي و البنك العالمي لا لشيء إلا للذي لا يسمن ولا يغني من جوع إلى الأسلحة بكل اصنافها، هنا نتحدث عن شركات عملاقة منتفعة ومافيات تهريب وتدريب على الاقتتال تنتعش بدمئنا وتستحم و ترقس على جثث أحفادنا وأنقاذ أبائنا،  " فرق تسد " هذا مبدأ جوليو سيسر لذلك فالتاريخ يعيد نفسه ولكن بشخصيات جديدة و مصالح متقاطعة ومشتركة و الخاسر الأوحد نحن المعربين المخدوعين نحن حطب في نار تدفئهم و تطعمهم تقول ماما تريزا (لأم تريزا اسمها الأصلي آغنيس غونكزا بوجاكسيو ولدت في 26 أغسطس 1910 م في قرية سوكجية وهي الراهبة الممرضة العاملة في كالكتا، الهند والحائزة على جائزة نوبل للسلام عام 1979 م. توفيت في كالكوتا في 5 سبتمبر 1997 م بعد مرض عضال)إذا لم يكن لدينا سلام فالسبب هو أننا نسينا أننا ننتمي إلى بعضنا البعض.

    بعد ما قدمنا رؤية للمشكل المحيطة بنا فهل أن تونس جزيرة بعيدة عن كل هذا ؟ هل أننا محصنون من الشر الأتي من الشرق والغرب؟ للإجابة عن كل هذه التساؤلات تابعوا مقالي القادم سوف أتطرق إلى هذا الموضوع بكل دقة و يكون موضوع التحليل تونس و ما تتعرض له من الداخل حادثة باخرة.

     

        

    « الصمت : أرخص أنواع الفلسفةساءل .. ابحث .. ماذااريد .. من انا .. و اين اتموقع .. »

  • تعليقات

    لا يوجد تعليقات

    Suivre le flux RSS des commentaires


    إظافة تعليق

    الإسم / المستخدم:

    البريدالإلكتروني (اختياري)

    موقعك (اختياري)

    تعليق